في إحدى المدن السعودية القديمة كان الناس يعرفون بعضهم البعض بالخير والبركة وكان الزواج حينها أبسط وأجمل بكثير مما نراه اليوم. عريس شاب حديث التخرج من الجامعة وفتاة خلوقة معروفة بين جاراتها بالحياء والطيبة جمع الله بينهما في ليلة مباركة ليبدآ حياتهما تحت سقف واحد. الزواج لم يكن مجرد احتفال أو مظاهر بل كان التزاما مقدسا أمام الله عهدا بالرحمة والمودة. كان العريس يتطلع إلى أيام مليئة بالسعادة مع زوجته وكان قلبه يخفق بالأمل في أن تكون بداية أجمل سنوات عمره. بعد أيام من الفرح والتهاني قرر الزوجان السفر في رحلة قصيرة لقضاء شهر العسل. كان كل شيء مرتبا والفكرة في ذهن العروس أن هذه الأيام ستكون أجمل ما ستعيشه. لم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها مفاجأة صاډمة.
في إحدى الليالي بينما كانت العروس في غرفتها بالفندق جلست أمام المرآة. نظرت إلى انعكاسها وشعرت بغصة في صدرها. منذ سنوات وهي تعاني من مشكلة صحية نادرة تسبب لها ظهور
للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً:
ستتمنى لو كنت منهم.. ابراج سوف تتحقق كل أحلامهم ويصبحون من الأثرياء هذا العام.. ماغي فرح تسعد قلوبهم
ابنة ياسمين عبد العزيز كبرت وأصبحت شابة جميلة.. هل تشبهها؟
الفنان فضل شاكر يسلم نفسه للسلطات اللبنانية
احذروا هذه العادات خاصتا النساء لانها تضعف رغبتِك في العـ،ـلا.قة الزوجية وتسبب العقم!!
هروب الرئيس الان من القصر والجيش يعلن القبض عليه في المطار
سقوط طائرة ركاب قبل قليل ووفاة جميع الركاب!
دكتـ،ـورة مستفزة استـ،ـغلت طـ،ـالب جامعي وقامت بتسجيلة فيديو 43 دقيقة داخل مكتبها بدون اي ذرة ضمير
وفاة الفنان الكبير أحمد حلمي منذ قليل في المستشفى وسط حزن شديد من النجوم
شعر كثيف في منطقة الذقن. لطالما كانت تخفي هذا السر بعناية تخشى أن يكتشفه أحد وخصوصا زوجها. لكن القدر شاء أن يكتشف العريس الأمر في تلك الليلة. دخل فجأة ليجدها تمسك بشفرة حلاقة وتحاول إزالة الشعر من ذقنها پخوف وارتباك. تجمد في مكانه من هول الصدمة بينما سقطت الشفرة من يدها وذرفت دموعها بغزارة. قالت وهي ترتجف أرجوك لا تتركني أعلم أنك ستطلقني الآن لكن انتظر فقط حتى ينتهي شهر العسل حتى لا يتحدث الناس عني بسوء. كانت كلماتها مليئة باليأس وكأنها تستجدي آخر خيط من الكرامة.
اقترب منها زوجها بهدوء. مسح دموعها بيده وربت على كتفها قائلا لماذا أطلقك هذا مرض ليس لك ذنب فيه ولا جريرة ارتكبتها. أنا تزوجتك من أجل قلبك وروحك لا من أجل مظهر عابر. كانت لحظة فارقة. لم تصدق أذنيها وتساءلت في داخلها هل ما زال هناك رجال بهذا النقاء لم يكتف الزوج بالكلمات بل بدأ فورا بالبحث عن أفضل الأطباء المتخصصين في علاج حالتها. تحول شهر العسل إلى
رحلة علاجية يتنقلان بين المستشفيات والعيادات. ومع مرور الوقت بدأت حالتها تتحسن بشكل كبير حتى أن الأطباء طمأنوهما بأن العلاج سيعطي نتائج رائعة.
مرت السنوات والزوجان يعيشان حياة مليئة بالحب والتفاهم. لم يكن هناك أطفال ورغم محاولاتهما الكثيرة لم يرزقا بذرية. بعد مرور خمس سنوات قررا إجراء فحوصات طبية شاملة. الصدمة هذه المرة كانت على الطرف الآخر الزوج هو السبب. تبين أنه يعاني من العقم ولا يستطيع الإنجاب. جلس مع زوجته ودموعه تترقرق في عينيه وقال بصوت مكسور الآن جاء دوري أن أكون صريحا معك. لا مانع لدي أن أطلقك إذا رغبت. فأنت تستحقين أن تكوني أما وما ذنبك
أن تعيشي مع رجل عقيم كانت كلماته كسکين يغرس في قلبه قبل قلبها. لكنه قالها بدافع الحب أراد أن يمنحها فرصة جديدة للحياة.
رفعت رأسها وعينيها مغرورقتان بالدموع ثم ابتسمت ابتسامة حزينة وقالت وهي تمسك يده أتذكر ليلة شهر العسل حينما رأيتني أحلق ذقني كنت واثقة أنك ستطلقني
لكنك احتويتني وعالجتني بدلا من أن تتخلى عني. كيف تطلب مني الآن أن أتخلى عنك وأضافت بحزم يا زوجي الوفاء لا يقاس بالإنجاب ولا بالمال الوفاء أن نظل معا في السراء والضراء. كما احتويتني في ضعفي سأحتويك في حزنك. أنا لا أريد أولادا بقدر ما أريدك أنت. كانت كلماتها بمثابة عهد جديد ربطت مصيرها بمصيره إلى الأبد.
هذه الحكاية الواقعية لم تكن مجرد قصة حب عابرة بل درسا خالدا في معنى الوفاء الحقيقي بين الزوجين. الوفاء ليس كلمة تقال بل فعل يثبت في المواقف الصعبة. الزوج لم يترك عروسه عندما اكتشف مرضها. والزوجة لم تتخل عن زوجها عندما عرفت أنه عقيم. كلاهما قدم مثالا يحتذى به في الټضحية والإخلاص.
اليوم نسمع قصصا مؤسفة عن طلاق سريع لأتفه الأسباب زوجة تطلب الطلاق لأن زوجها لا يملك سيارة فاخرة. أو زوج يترك زوجته لمجرد مرض عارض أو عيب جسدي. لكن في زمن الطيبين كان الوفاء هو القاعدة وكان الصبر هو الحل وكان الناس يدركون أن الزواج رحلةطويلة.
تحتاج إلى دعم متبادل لا إلى هروب عند أول عثرة.
مرت السنوات وكبر الزوجان معا لم يرزقا بأطفال لكن الله رزقهما بحب عميق لا ينضب. كانا يقولان دوما الأولاد نعمة لكن المودة والرحمة بين الزوجين نعمة أعظم. القصة وصلت إلى مسامع الناس وأصبحت تروى مثالا يحتذى به في الوفاء. كان الناس يسمونهما زوجان جمعهما القدر وخلدهما الوفاء.
هذه القصة تعلمنا أن الزواج ليس عقدا مؤقتا ولا صفقة تجارية يمكن فسخها عند أول اختبار بل هو عهد مقدس يقوم على الصبر والمساندة. الجمال قد يزول مع مرور الأيام والصحة قد تتغير في لحظة والمال قد يذهب ويعود لكن ما يبقى هو المودة والرحمة. حينما يضع الزوجان هذه القيم ڼصب أعينهما ينجوان من العواصف التي تهب على الحياة الزوجية.
فالوفاء هو الركيزة التي تحفظ العلاقة من الاڼهيار. الوفاء يعني أن تبقى بجوار شريكك حين يحتاج إليك لا أن
تدير ظهرك عند أول ضعف. الوفاء أن ترى الجمال في الروح لا في المظهر. الوفاء أن تمنح الأمان بدلا من الخۏف وأن تمد يدك حين يسقط الآخر بدلا من أن تتركه وحيدا.
ولو نظرنا حولنا اليوم لوجدنا أن الكثير من حالات الطلاق تحدث لأسباب تافهة ربما بسبب خلاف على كلمة أو نقص في المال أو تقصير في أمر بسيط. لكن لو تذكر كل زوجين أن أساس الزواج
هو المودة والرحمة لكان الصبر أهون ولتحولت المشكلات إلى دروس لا إلى نهايات.
هذه القصة بين الزوجين السعوديين هي برهان حي على أن الحب الحقيقي ليس مجرد عاطفة مؤقتة بل هو التزام واستعداد للتضحية. الزوج لم يتخل عن زوجته حين رآها في أضعف لحظاتها والزوجة لم تهجر زوجها حين علمت أنه لن ينجب. كلاهما أظهر معنى العشرة الطيبة التي تبنى على الاحتواء لا على الهروب وعلى الصبر لا على التذمر.
والأجمل أن قصة كهذه تجعلنا ندرك أن السعادة
لا تقاس بإنجاب الأطفال وحدهم ولا بالثروة ولا بالمظاهر بل تقاس بالطمأنينة التي نجدها بجوار من يفهمنا ويقدرنا ويحتوينا في أحلك اللحظات. ربما لم يرزق هذان الزوجان بذرية لكن الله رزقهما بذرية من نوع آخر ذرية من القيم التي تروى وتتناقل عبر الأجيال لتصبح درسا خالدا لكل من يقرأ أو يسمع بها.
فلننظر إلى بيوتنا ولنراجع أنفسنا هل نحتوي شركاء حياتنا وقت ضعفهم هل نقابل عيوبهم بالصبر والرحمة أم بالجحود والانتقاد هل نمنحهم ما ننتظره منهم من وفاء واحتواء
إن كنا نريد بيوتا مستقرة وأسرا متماسكة فعلينا أن نعيد تعريف الحب والوفاء. ليس الحب كلمات تقال في الخطوبة ولا صورا تنشر في المناسبات بل هو فعل يومي يتجلى في الټضحية في الصبر في الاحترام في الغفران وفي تقديم الآخر على النفس.
هذه القصة تجعلنا نتمنى أن يزداد في زمننا هذا من أمثال هؤلاء رجال ونساء يقابلون
الوفاء بالوفاء ويزرعون البذور الصالحة للعشرة الطيبة. فإن غاب المال أو الصحة أو الجمال بقي الوفاء سندا يحفظ العلاقة وبقيت الرحمة مظلة تظللها وبقيت المودة جسرا يعيد القلوب إلى بعضها مهما تباعدت.
ولعل أعظم ما يمكن أن نختم به هو أن الزواج رحلة طويلة يمر فيها الزوجان بلحظات ضعف وقوة فرح وحزن غنى وفقر. ومن يدرك أن هذه الرحلة تحتاج إلى الصبر والوفاء سيصل في النهاية إلى بر الأمان ولو لم تحقق له الحياة كل ما كان يحلم به. فما قيمة الأمنيات إذا غاب من يشاركنا الطريق وما قيمة الإنجازات إن لم نجد من يحتفل بها معنا
فلنحفظ أزواجنا وزوجاتنا ولنمنحهم ما نرجوه منهم من وفاء ولنجعل هذه القصة العبرة التي تذكرنا دائما بأن الحب يزول إن لم يسق بالوفاء والزواج ينهار إن لم يحم بالصبر لكن حين تجتمع المودة والرحمة فلا عاصفة تستطيع أن تهدم بيتا بني على أساسهما.